عقيل مفتن… أوجع الفاسدين

بقلم/ حسين الفاضل

تحية لكل من لا يساوم على مبادئه، ولكل من يواجه الفساد مهما اشتدت العواصف.

الدكتور عقيل مفتن، رجل لا يحتاج إلى تزكية، فهو رجل أعمال ناجح قبل دخوله عالم الرياضة، ومن أسرة معروفة بالكرم والمروءة، لا تغلق بابها في وجه محتاج، ولا ترد طالب عون، بل تردد دائمًا: “ما كان لله ينمو”.

رحابة صدره وابتسامته التي لا تفارقه، حتى في لحظات الغضب العابرة، ظلت علامة طيبة لكل من عرفه.

دخل عالم الرياضة من بابها الواسع، لا طامعًا بمنصب، ولا ساعيًا لمجد شخصي، بل ممولًا من ماله الخاص، وعاملًا بإخلاص من أجل رياضة حقيقية تليق بالعراق. لم ينتظر دعمًا من أحد، بل شق طريقه بنفسه، مستثمرًا طاقاته ومشاريعه للنهوض بالرياضة التي أنهكتها المجاملات والصفقات.

وكما هو الحال مع كل من يحمل النزاهة إلى بيئة موبوءة، كان لا بد له أن يصطدم بجدار الفساد. لم يتردد في مواجهة المتورطين، ففضحهم بأفعاله لا بأقواله، ما أثار حفيظتهم ودفعهم إلى شن حملة إعلامية مضادة، لجأت إلى الشتائم والتلفيق عبر صفحات مأجورة.

الأخطر من ذلك، أن بعض المقربين من مراكز القرار نقلوا صورة مشوهة إلى رئيس الوزراء، بهدف تقليص صلاحيات الرجل، فقط لأنه بدأ يعالج مكامن الخلل بجرأة ومسؤولية.

الدكتور عقيل لم يأتِ ليتصدر المشهد، بل ليعمل ويُنجز ويُصحّح. ولهذا تآمروا عليه، لكنهم فشلوا وسيواصلون الفشل، لأنه لم يرفع الراية البيضاء، بل رفع راية القانون والنزاهة، واتخذ من العمل الجاد سلاحًا في وجه الفساد.

إلى دولة رئيس الوزراء:

إذا كنتم تريدون رياضة حقيقية، فادعموا من يعمل بصدق، وأبعدوا المتلونين الذين يشكل وجودهم خطرًا صامتًا على جسد الدولة. لا تسمحوا بأن يعلو صوت الفاسدين على صوت الميدان.

عقيل مفتن ليس مشروع منصب، بل مشروع وطن. لا ينكسر أمام الطعنات، بل يحوّلها إلى وقود لمواصلة الطريق. عناده ليس شخصيًا، بل نابع من عزيمة رجل قرر أن يبني رياضة تستحق الذهب لا الغبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

استضافة : شركة المرام للدعاية والإعلان