الناتو يجري أكبر مناوراته على الجبهة الشرقية وسط غياب أمريكي لافت ورسائل غامضة

متابعة-ارض العراق الإخبارية

على وقع دوي المدافع وأزيز الطائرات التي لم تغادر الأجواء، أطلق حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكبر مناوراته العسكرية لهذا العام على الجبهة الشرقية، بمشاركة تسع من دول الحلف، وسط غياب لافت للولايات المتحدة في خطوة تحمل رسائل ضمنية معقدة.

المناورات، التي جرت بين اليونان وبلغاريا ورومانيا على مدار خمسة أسابيع تحت شعار “الردع والاستعداد”، شارك فيها نحو 10 آلاف جندي برا وبحرا وجوا، لقياس جاهزية قوات الاستجابة السريعة في مواجهة التهديدات المتزايدة على حدود الحلف الشرقية.

ويأتي هذا الاستنفار العسكري مع اقتراب دخول الحرب الروسية في أوكرانيا عامها الرابع، في ظل بيئة أمنية أوروبية وصفها مسؤولون في الناتو بأنها “معقدة وغير متوقعة على نحو متزايد”، حيث أكد أحد قادة الحلف أن “هذا التدريب يمثل نقطة انطلاق لقواتنا الجديدة التي ستدافع عن كل شبر من أراضي التحالف”.

لكن غياب الولايات المتحدة عن هذه المناورات أثار تساؤلات كثيرة، خاصة مع تزايد الحديث عن اتفاق روسي-أمريكي محتمل لوقف الحرب في أوكرانيا، وهو أمر لا ينظر إليه الأوروبيون بعين الرضا في ظل مخاوف من تقليص النفوذ الأمريكي داخل الحلف.

وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع الأمريكي خلال زيارته إلى بروكسل قائلاً: “لقد ولى زمن الاعتماد المطلق على الولايات المتحدة. أوروبا مطالبة بتحمل مسؤولياتها الأمنية التقليدية”. وأضاف أن “الولايات المتحدة تظل ملتزمة بتحالف الناتو، لكنها لن تتسامح مع علاقة غير متوازنة بعد الآن. ستكون الأولوية لتمكين أوروبا من الدفاع عن نفسها”.

التصريحات الأمريكية تزامنت مع تنامي التيارات اليمينية المتطرفة في الساحة السياسية الأوروبية، ما يعقد المشهد الأمني والسياسي للقارة. وفيما تواصل المناورات العسكرية على الحدود الشرقية استعدادها لمختلف الاحتمالات، تبدو الرسائل الموجهة منها مفتوحة على جميع التفسيرات، تاركة السؤال الأبرز دون إجابة واضحة: لمن ستكون الكلمة الأخيرة؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

استضافة : شركة المرام للدعاية والإعلان