في ذكراه.. عبد الأمير الورد، موسوعة تمشي على قدمين

بغداد-ارض العراق الاخبارية
في الثالث عشر من تموز عام 2006، خسر العراق شخصية موسوعية فريدة، هو الدكتور عبد الأمير الورد، الذي اشتهر بصفته آخر الفصحاء، لغويًا صارمًا، شاعرًا، ومسرحيًا مبدعًا. امتلك الورد صوتًا عاليًا في الدفاع عن اللغة العربية الفصحى وكان حادًّا في تصحيح الأخطاء اللغوية حتى في الحياة اليومية، مما أكسبه احترامًا ومهابة في الوسط الأكاديمي والفني، رغم قلة شهرته مقارنة بغيره.
وُصف بأنه موسوعة متنقلة، فقد جمع بين تدريس اللغة، والإبداع المسرحي، والتأليف اللغوي، والتحقيق العلمي، ودرّس في جامعات العراق وليبيا واليمن. من أبرز أعماله تحقيق كتاب معاني القرآن الذي طُبع مرة واحدة في بيروت عام 1985، إضافة إلى أبحاث في النحو والقوافي. حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه بتقدير ممتاز، وكانت أطروحته حول معاني القرآن بإشراف العلامة محمد صالح المخزومي.
عرف عبد الأمير الورد بنزاهته الفكرية، وكان صديقًا للشاعر محمد حسين آل ياسين لأكثر من خمسين عامًا، الذي وصفه بأنه “رجل يضم في داخله عدة أشخاص موهوبين”. وكان شديد الالتزام باللغة الفصحى حتى في بيته ومع أطفاله، ورفض الإجابة عن أي سؤال يُطرح باللهجة العامية.
شارك في فرقة المسرح الحديث ومثّل في العديد من المسرحيات، وكان يُعرف بانفعاله العميق مع الشخصيات التي يجسدها، حتى أنه كان يعيد التمارين المسرحية لوحده بتماهِ كامل. كما كان يعزف يث أخفتها زوجته في قدر الطعام.
طبع لهُ ديوان شعر شيء من الشعر وبعدها شي من النظم على جزئية وله مؤلفات ومنها ورد من مروج الضحى العروض للجميع ومثل مسرحية مذكرات ميم وطائر التم ومسلسل مجنون ليلى والانسة قواعد والمدن الثلاث.